ملخص
يعكس روبن أموريم تحولاً لافتاً في مانشستر يونايتد، مراهناً على ماسون ماونت كنقطة انطلاق على رغم الانتقادات والإصابات. ثقة المدرب ومثابرة اللاعب تكشفان عن بداية جديدة قد تعيد لماونت بريقه في "أولد ترافورد".
من بين الأمور العديدة التي فاجأت روبن أموريم منذ توليه تدريب مانشستر يونايتد، كانت كثافة الالتزامات الإعلامية في إنجلترا.
وعلى رغم أنه تعامل مع عبء العمل الإضافي بروح طيبة، فإن تردده الواضح في خوض مقابلة تلو الأخرى ومؤتمر صحافي بعد الآخر كان جلياً.
إجاباته، كما هي حال عدد من مدربي الأندية الكبرى حالياً، تعكس الإنهاك الناتج من كثرة الالتزامات الإعلامية من تلفزيون وإذاعة وصحافة مكتوبة بعد المباريات، مما يظهر عليه علامات التعب.
لكن هناك استثناء واحداً لذلك، حين يتحدث البرتغالي بإشادة بالغة عن لاعب خط الوسط الإنجليزي الذي قد يترك أعظم بصمة له حتى الآن مع مانشستر يونايتد في مركز هجومي.
بدأ أموريم مديحه الحماسي للاعبه ماسون ماونت خلال مارس (آذار) الماضي، قائلاً "أنا أحب ماسون ماونت حقاً"، على رغم أن اللاعب الإنجليزي كان في تلك اللحظة شارك أساساً ضمن مباراة واحدة فقط تحت قيادته.
وأضاف "لأني أراه، أعرف كيف يعاني وأعرف أنه يفعل كل شيء بصورة صحيحة".
وأردف "يتبع نظاماً غذائياً صحياً، بنيته الجسدية مثالية، ويحاول بجد شديد. ربما يفكر كثيراً في كل شيء. لقد كان بطلاً لأوروبا".
وزاد "إنه لاعب موهوب حقاً. وعندما يقدم كل ما لديه كما يفعل، سيحظى دائماً بدعم الجميع هنا في النادي".
إن مشاهدة أموريم وهو يتفاعل بهذه الطريقة مع ماونت الذي يعاني إصابة تخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته، حول ما رآه بعيداً من الكاميرات.
لم يتردد أموريم في انتقاد من لا يبذلون الجهد الكافي. فقد أصر على أنه يفضل وضع مدرب حراس المرمى البالغ من العمر 63 سنة على دكة البدلاء بدلاً من ماركوس راشفورد، واستبعد أليخاندرو غارناتشو من قائمة فريقه ضمن ديربي مانشستر بسبب مشكلات تتعلق بالانضباط والالتزام، وذلك خلال وقت ظل يصف فريقه الحالي، الذي يعاني ضعف الأداء، بأنه أسوأ فريق في تاريخ مانشستر يونايتد. أو حتى أسوأ من ذلك.
ويتعرض ماونت لانتقادات كثيرة غير عادلة من الجماهير التي تشعر بالإحباط من فشل لاعب آخر تعاقد معه النادي بمبلغ كبير، لكنه لم يتمكن من ترك أية بصمة في ملعب "أولد ترافورد".
وخلال الموسم الماضي، حتى عندما كان لائقاً بدنياً، بدا ماونت وكأنه القطعة التي لا تتناسب مع أي مكان في منظومة المدرب آنذاك إريك تن هاغ. فعلى رغم أن المدرب الهولندي هو من جلب لاعب وسط تشيلسي السابق إلى مانشستر، فإن نظامه الصارم لم يتسع لماونت ولم يجد له مكاناً واضحاً، في ظل وجود لاعب آخر يشغل دوراً مشابهاً هو برونو فيرنانديز.
لكن الأمر مختلف الآن، ولهذا السبب تحديداً يبدي المدرب الجديد إعجاباً واضحاً بماونت، فحين يمنح دور صانع الألعاب رقم "10" بحرية التحرك إلى الأطراف أو إلى العمق، يمكن لماونت أن يعمل في المساحات التي تناسب أسلوب لعبه، تماماً كما كان يفعل عندما بدأ يلمع نجمه في ملعب "ستامفورد بريدج".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ماونت هذا الأسبوع عن معاناته مع الإصابات منذ انضمامه إلى يونايتد عام 2023 "لم يكن الأمر سهلاً، لكني بقيت مركزاً للغاية، وكانت لدي دائماً صورة النهاية في ذهني، وشعرت دائماً أن الأمور ستتحسن، وأن شيئاً ما سيحدث، وأن لحظتي ستأتي".
وأضاف "قضيت أياماً كثيرة في كارينغتون (مركز تدريب يونايتد) جالساً على سرير العلاج، بينما كنت أرغب في التدرب على أرض الملعب، وكنت أشاهد المباريات من المدرجات حين أردت أن ألعب داخل الملعب".
وزاد "لكن في تلك كانت الظروف. بذلت كل ما بوسعي لمواصلة عملية التأهيل ومحاولة العودة. وتعلمت كثيراً من تلك اللحظات. أنت تقدر الأمور أكثر حين تمر بهذه التجارب".
ونظراً إلى كونه شخصية محبوبة، يلتف زملاؤه حوله دوماً لدعمه عند كل انتكاسة جديدة يتعرض لها، وهو ما يجعل ما مر به خلال المواسم الأخيرة أمراً مؤلماً للمشاهدة وصعباً على الجميع.
في أي ظرف آخر غير وجود منافسة محتدمة، فإن أهدافه الثلاثة الأخيرة منذ عودته المنتظرة من الإصابة تمثل أفضل مستوياته بقميص مانشستر يونايتد.
وكان أداء اللاعب البالغ من العمر 26 سنة، عندما دخل كبديل لإنقاذ يونايتد في إياب نصف النهائي أمام أتلتيك بيلباو، لافتاً للغاية، إذ أظهر هدفاه الرائعان مستوى لا يعكس قلة الدقائق التي لعبها، وهو ما يكفي وحده ليمنحه مكاناً أساساً في مواجهة توتنهام.
قد يتطلب الأمر لحظة جنون أخيرة على طريقة بيب غوارديولا، لكن موسم راسموس هويلوند انتهى فعلياً، ويحتاج إلى إبعاده من الواجهة، وسواء اعُتمد على ماونت أو أماد ديالو أو أليخاندرو غارناتشو في دور المهاجم الوهمي، فإن اتخاذ القرار ليس سهلاً، لكن أياً من هؤلاء الثلاثة سيشكل تهديداً هجومياً أكبر بكثير من مهاجم بدا وكأن موسماً بائساً نال منه تماماً.
وبغض النظر عن الدور الذي سيلعبه، فما من أحد يستحق أن يبدأ هذه المواجهة الحاسمة في خليج بسكاي أكثر من ماونت.
كانت ابتسامته بعد هدفه الحاسم من مسافة 45 ياردة أمام بيلباو مشبعة بالعاطفة، فلا يزال يملك الرغبة، وهذا أكثر مما يمكن قوله عن كثير من حوله.
لقد حان الوقت للمدرب أن يظهر للجميع السر الذي يجعل ماونت خياراً مميزاً إلى هذا الحد.
© The Independent