ملخص
كان سليمان، البالغ من العمر 45 سنة، عاري الصدر ويلوح بزجاجتين تشبهان قنابل المولوتوف البدائية الصنع وهو يصرخ: "أنتم تقتلون الأطفال"، في إشارة إلى ضحايا غارات إسرائيل على قطاع غزة من الأطفال، ورد أحد الحاضرين "نحن هنا، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً حيال ذلك".
تحولت مسيرة سلمية في ولاية كولورادو الأميركية، للتوعية بقضية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى مشهد آخر عنيف بعدما هاجم مهاجر مصري المتظاهرين بزجاجات مولوتوف وقاذفات لهب بدائية، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص أحدهم في حال حرجة.
وبحسب التقارير، سُمع محمد صبري سليمان وهو يصرخ "حرروا فلسطين" و"أنهوا الصهيونية" قبل أن يشن الهجوم على المجموعة التي تسعى إلى تسليط الضوء على معاناة 58 رهينة ما زالوا محتجزين. واعتقلت شرطة مقاطعة بولدر بولاية كولورادو المتهم، ووجهت له اتهامات تتعدد بين القتل من الدرجة الأولى والتسبب بإصابة خطرة لشخص معرض للخطر أو فوق سن الـ70، واستخدام متفجرات أو مواد حارقة، ووصف مكتب التحقيقات الفيدرالي الهجوم بأنه "عمل عنف متعمد" ويحقق فيه كعمل إرهابي.
ووفق مقطع فيديو نشرته مواقع إخبارية ووسائل إعلام غربية، حيث كان يتم إسعاف الضحايا على الأرض، كان سليمان، البالغ من العمر 45 سنة، عاري الصدر ويلوح بزجاجتين تشبهان قنابل المولوتوف البدائية الصنعوهو يصرخ: "أنتم تقتلون الأطفال"، في إشارة إلى ضحايا غارات إسرائيل على قطاع غزة من الأطفال، ورد أحد الحاضرين "نحن هنا، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً حيال ذلك".
وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الرجل صرخ خلال الهجوم "الحرية لفلسطين!" مستخدماً "قاذفة لهب بدائية الصنع" وألقى "عبوة حارقة"على الحشد. وبحسب ما صرح به مسؤول أمني لشبكة "سي أن أن"الأميركية، فإنه بعد تنفيذ الهجوم، قال مرتكب الهجوم للشرطة "فعلتها انتقاماً لشعبي".
عائلة تضم ثلاثة أطفال في منزله
سليمان مثل غيره من آلاف المهاجرين، وصل إلى الولايات المتحدة بتأشيرة سياحة "بي-2"، في أغسطس (آب) 2022، إذ كان من المقرر أن يغادر بحلول الـ26 من فبراير (شباط) 2023، لكنه تجاوز مدة التأشيرة. وقدم طلب لجوء في سبتمبر (أيلول) 2022، وتمت الموافقة على تصريح عمل له من قبل دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية في الـ29 من مارس (آذار) 2023 مدة عامين، مما يعني أنه كان في وضع غير قانوني لمدة تزيد قليلاً على شهرين وقت تنفيذ الهجوم، بينما لم يتضح بعد سبب اللجوء الذي استند إليه مرتكب الهجوم.
ووصل سليمان أولاً إلى لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا، لكنه انتقل لاحقاً إلى كولورادو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشا ماكلوغلين، إنه "دخل البلاد في أغسطس 2022 بتأشيرة B2 وانتهت في فبراير 2023. وقدم طلب لجوء في سبتمبر 2022"، كذلك أفادت السلطات الأمنية أن سليمان قد رُفضت له تأشيرة عام 2005.
وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية دان بونجينو، إن الهجوم يُحقق فيه باعتباره "عملاً عنيفاً ذا دوافع أيديولوجية"، بناء على المعلومات الأولية والأدلة وشهادات الشهود. وقد داهم عملاء فيدراليون منزل سليمان مساء الأحد، وأفاد الجيران أن عائلة تضم ثلاثة أطفال كانت تقيم في المنزل، لكنهم لم يكونوا يعرفونهم جيداً.
"اركضوا لإنقاذ حياتهم"
ووفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي فإن ضحايا الهجوم هم أربعة رجال وأربع نساء، تتراوح أعمارهم ما بين 52 و88 سنة، بعضهم يعاني حروقاً، وتفاوتت حالاتهم بين طفيفة وحرجة، ومن بين المصابين ناجٍ من المحرقة النازية (الهولوكوست)، وُصف بأنه "شخص محب جداً"، بحسب مدير مركز حباد في جامعة كولورادو بولدر الحاخام إسرائيل ويلهلم.
الضحايا كانوا ضمن حركة "اركضوا لإنقاذ حياتهم" وهى حركة تُنظم فعاليات للمشي والجري حول العالم للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس"، ووفق موقعها الإلكتروني فإن فعالياتها ليست احتجاجات، بل "مسيرات سلمية". وتلتقي المجموعات مرة واحدة أسبوعياً في مسيرة بطول كيلومتر واحد، ويرتدون قمصاناً حمراء، كذلك يحملون أعلاماً وطنية للإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين من بين الرهائن في غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الهجوم الثاني
والهجوم هو الثاني خلال أقل من أسبوعين الذي يستهدف مواطنين يهوداً في الولايات المتحدة بسبب الحرب في غزة. ففي الـ21 من مايو (أيار) الماضي، قُتل اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية خارج متحف يهودي في واشنطن العاصمة، على يد شخص يبلغ من العمر 31 سنة أطلق عليهما الرصاص، كان يهتف "الحرية لفلسطين" أثناء اعتقاله.
وأدان المدير التنفيذي لمركز سيمون فيزنتال (وهو منظمة حقوق إنسان يهودية) جيم بيرك، الهجوم الذي وقع أمس الأحد، قائلاً "يمثل هذا ثاني اعتداء عنيف على مدنيين يهود ومناصرين لإسرائيل في الولايات المتحدة خلال أقل من أسبوعين، تصعيد مروع لا يمكن تجاهله كأنه محض صدفة".
وأضاف وفق صحيفة "اندبندنت"، "الهجومان ناتجان مباشرة عن أشهر من الدعاية المعادية لإسرائيل، والتواطؤ الأخلاقي، والصمت في مواجهة معاداة السامية المتصاعدة. الشيطنة المستمرة لإسرائيل والصهيونية في جامعاتنا وفي شوارعنا وعلى منصات التواصل خلقت مناخاً يزدهر فيه الكره، ويُصبح فيه الاعتداء الجسدي، بل والقتل، لليهود أمراً حتمياً".