Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جوعى غزة... تهافتوا لنيل الحصص الغذائية فتلقوا وابل الرصاص

باغتتهم القوات الإسرائيلية وقتلت أصحاب البطون الخاوية

أطلق الجيش الإسرائيلي النار صوب الجائعين في مراكز توزيع المساعدات الأميركية – الإسرائيلية (أ ف ب)

ملخص

يقول أحدهم "كنا ننتظر تلقي المساعدات لا الرصاص والأعيرة النارية العشوائية"... ماذا يجري في مركز توزيع المساعدات الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية؟

رأى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أن مؤسسة غزة الإنسانية مشروع مُذل ويعرض الجائعين كل لحظة للموت.

في حادثتين منفصلتين، وإنما متزامنتان، استهدف جنود الجيش الإسرائيلي مئات الجوعى المدنيين أثناء تجمعهم لتسلم المساعدات الغذائية من مراكز توزيع مؤسسة غزة الإنسانية، وهذا ما دفع بالأمم المتحدة للتأكيد أن "هذه الطريقة سيئة وتعد مصائد للموت ويجب أن تتوقف".

حادثة في رفح وأخرى في نتساريم

في مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، كانت الحادثة الأولى، وذلك حين أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار مباشرة على آلاف الجوعى المتجمعين من أجل تسلم السلال الغذائية، مما أسقط قتلى وجرحى في المكان ودبت الفوضى في الأرجاء.

أما الحادثة الثانية فقد جرى قرب نقطة توزيع المساعدات بمحاذاة محور نتساريم وسط القطاع، حين أطلق الجنود النار مباشرة باتجاه الجائعين، مما أسفر عن تسجيل قتلى وجرحى وفوضى أيضاً.

قبل أسبوع بدأت مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، عملها في جنوب القطاع فحسب، كمشغل رئيس لتوزيع المساعدات الغذائية على المدنيين الجوعى، وحلت مكان الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

190 قتيلاً وجريحاً

تدير مؤسسة غزة الإنسانية أربعة مراكز توزيع مساعدات، ثلاثة منها في منطقة رفح والمركز الرابع في نتساريم، وتخضع تلك المراكز لحماية مشددة من الجيش الإسرائيلي، إذ تقع المستودعات في مناطق تسيطر عليها القوات البرية.

شغلت مؤسسة غزة الإنسانية مركزين فقط لتوزيع المساعدات، واحد في رفح والثاني في نتساريم، وفي كلا الموقعين أطلق جنود الجيش النار صوب الجائعين، وأسفرت الحادثة عن قتل وإصابة 190 شخصاً، مما يكشف الخطر الذي قد يتعرض له المدنيون أثناء تجمهرهم للحصول على الطعام.

وفي التفاصيل، فإن الحادثتين تشابهتا في الوقائع، إذ عندما تجمع آلاف الجوعى من أجل تسلم مساعدات غذائية سمعوا إطلاق النار صوبهم، وحينها هرعوا على الفور هرباً من الأعيرة النارية التي أصابتهم وأوقعت عديداً من القتلى والجرحى.

شهادات الناجين

من موقع مركز التوزيع في رفح يقول ساجي "عندما توجهت لتلك النقطة كان الجيش الإسرائيلي متمركزاً عند منطقة قريبة، وعندما احتشد الناس أطلق الجنود صوبنا الرصاص بصورة عشوائية، فالجوع الشديد دفعنا للذهاب لمراكز توزيع الغذاء التي باتت تكل نقاطاً خطرة".

وفي حديثه إلى "اندبندنت عربية" يضيف "مواقع مراكز توزيع المساعدات خطرة، إذ جرى إنشاؤها في مناطق تخلو من أي مشاهد للحياة وأحيطت بأسلاك شائكة وتفتقر للتنظيم، كل يوم يرتكب الجيش مجازر دامية قرب نقاط توزيع المساعدات، خصوصاً في مدينة رفح جنوب القطاع".

أما رامي فيقول "كنا ننتظر تزويدنا بالمساعدات لا بالرصاص وبالأعيرة النارية العشوائية. كانت المسيرات الإسرائيلية تحوم فوق رؤوس الجائعين وتطلق الرصاص علينا، لقد قتلت وأصابت أصحاب البطون الخاوية". ويضيف في شهادته "المناطق التي ذهبنا إليها مناطق إخلاء ينتشر فيها الجيش ويشن عمليات عسكرية، لا يُعلموننا بالمسارات الآمنة للوصول، إسرائيل تتعمد قتل الجائعين، حتى إن بعضهم كانوا يسحقون تحت الأقدام بسبب التدافع الشديد نتيجة الخوف من الإصابة بالرصاص".

سماهر رأت بعينها شاباً يسقط جريحاً ولم يلحظه أحد بسبب التدافع فداسوا عليه مراراً وتكراراً حتى مات، تقول "باتت الخيارات صعبة، فإما الموت جوعاً وإما برصاص الجنود".

تؤكد سماهر أن "الإسعاف لم يصل إلى المنطقة لأنها أمنية"، لافتة إلى أن الوضع انقلب لفوضى وصراخ وركض، إذ كان هناك مسنون ونساء وأطفال وكان منظراً مروعاً عندما اختلطت أصوات الانفجارات بصوت صراخ الخائفين".

عسكرة الغذاء

في الواقع هذه ليست المرة الأولى التي تعم فيها الفوضى في مراكز توزيع المساعدات الأميركية - الإسرائيلية، إذ بعد يومين من افتتاح أول مستودع تدافع المدنيون الجائعون إلى المركز ونهبوا الغذاء وعاثوا في المكان خراباً، مما أدى لإطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي صوبهم.

وبصورة يومية يتكرر إطلاق جنود الجيش الإسرائيلي النار صوب الجائعين، وهذا ما حذرت منه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات الإغاثة الدولية، وأعربت عن تخوفها من أن "يتحول توزيع الغذاء لمصيدة للموت"، وهذا ما يسمى "عسكرة الغذاء".

قبل أن تبدأ مؤسسة غزة الإنسانية عملها واجهت انتقادات حادة، مرة لناحية تأسيسها في إسرائيل ومرة أخرى لـ"غياب النزاهة"، ولكن أكثر الانتقادات التي وجهت لها أنها تخدم أهدافاً عسكرية ولا توفر الأمن للجائعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصيدة للموت

يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، "حوَّل الجيش الإسرائيلي نقاط توزيع الغذاء لمصائد موت جماعي، هذه النقاط يحميها الجيش ويستخدمها كأداة حرب لابتزاز الجائعين وتجميعهم في مناطق مكشوفة لاستهدافهم". ويضيف "ما يجري هو استخدام ممنهج للمساعدات كأداة حرب لابتزاز الجوعى، مشروع المساعدات الجديد عبر المناطق العازلة خطر، ويستخدم للترويج الكاذب لمزاعم الاستجابة الإنساني، هذه الممرات الإنسانية تعد فخاً للجائعين لا وسيلة للنجاة".

يبين الثوابتة أن "الجريمة الجديدة اليوم والعدد الكبير من الضحايا يعكسان طبيعة هذه المناطق بوصفها مصائد موت جماعي وليست نقاط إغاثة إنسانية، لذلك على إسرائيل إعادة فتح المعابر وإمداد غزة بالمساعدات الإنسانية من طريق الأمم المتحدة".

ساحة إعدام

من جانبه يقول مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، "حوَّل الجيش نقاط توزيع المساعدات إلى ساحة جديدة لقتل وسحق المدنيين، إن وضع نقاط التوزيع في مناطق خطرة وغير آمنة من دون تحديد مسارات للوصول يعد جريمة، يجب إنهاء هذا لأن هذه المراكز باتت أشبه بساحة للإعدام الميداني كما أنها تفتقر لأدنى معايير الإنسانية".

مذلة وخطر

تكرار حوادث قتل الجائعين في نقاط توزيع المساعدات واجه انتقادات من الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، يقول مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني إن "المساعدات المرسلة تسخر من المأساة الجماعية، هذه الآلية مذلة وتعرض المدنيين للخطر، ما نحذر منه بات واقعاً، كل يوم يقتل بعض الجائعين قبل حصولهم على الطعام". ويضيف "الأمم المتحدة مستعدة وقادرة على تقديم المساعدة بفعالية للشعب الفلسطيني في غزة للتخفيف من وطأة هذه الكارثة الإنسانية، ما يعوق ذلك ليس القدرة، بل العراقيل السياسية والانتهاكات المنهجية التي تمارسها إسرائيل".

أما في إسرائيل فيقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني، "نحقق في التقارير المتعلقة بالهجوم، العمليات في المنطقة تستهدف عناصر مسلحة تابعة لـ‘حماس‘، نحن نحمي المدنيين ونقدم لهم الغذاء وفق البروتوكولات الإنسانية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير

OSZAR »