ملخص
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين المرتبطين بالحزب الشيوعي أو الدارسين في مجالات حيوية، في قرار أثار احتجاج الصين التي وصفته بـ"غير المنطقي"، علماً أنه يطاول مئات آلاف الطلاب ويهدد مصدر دخل كبير للجامعات الأميركية.
ردت بكين بغضب اليوم الخميس على تعهد الحكومة الأميركية بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، ودانت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الطلبة الأجانب على اعتبارها سياسية وتمييزية.
وأفادت إدارة ترمب أمس الأربعاء بأنها ستلغي بفعالية تأشيرات الطلاب الصينيين الذين يعدون من بين أكبر مصادر الإيرادات للجامعات الأميركية، في آخر هجوم يشنه الرئيس على المؤسسات التعليمية الأميركية، كما ستعيد الولايات المتحدة أيضاً النظر في معايير منح التأشيرات لتشديد عمليات التدقيق على جميع الطلبات المستقبلية من الصين وهونغ كونغ، بحسب ما أفاد وزير الخارجية ماركو روبيو.
وفي إطار انتقادها للإلغاء غير المنطقي لتأشيرات الطلبة الصينيين، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن بكين احتجت لدى واشنطن، فيما صعّد روبيو النبرة بعدما انتقدت الصين قراره قبل يوم من تعليق منح مواعيد للحصول على تأشيرات للطلاب حول العالم موقتاً، إذ سعت إدارة ترمب بالفعل إلى وضع حد لمنح التأشيرات لجميع الطلاب القادمين من الخارج في جامعة هارفارد التي قاومت ضغوط الرئيس المتعلقة باحتجاجات الطلاب.
ويُعد الشباب الصينيون في غاية الأهمية بالنسبة إلى الجامعات الأميركية التي تعتمد على الطلاب الآتين من الخارج والذين يدفعون رسوم الدراسة كاملة، وقد أرسلت الصين 277398 طالباً إلى الولايات المتحدة خلال العام الدراسي 2023 - 2024، وهو عدد تجاوزته الهند للمرة الأولى منذ أعوام، بحسب تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأميركية صدر عن "معهد التعليم الدولي".
واستهدف ترمب خلال ولايته السابقة الطلاب الصينيين لكنه ركز على أولئك الذين يدرسون مجالات حساسة أو المرتبطين بالجيش، وأفادت ماو أمس بأن الصين حضت الولايات المتحدة على "حماية الحقوق والمصالح المشروعة للطلاب الدوليين، بمن فيهم أولئك القادمين من الصين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن روبيو بالفعل إلغاء آلاف التأشيرات ومعظمها لطلاب أجانب شاركوا في أنشطة منتقدة لإسرائيل، ووجهت برقية تحمل توقيع روبيو أول من أمس الثلاثاء إلى السفارات والقنصليات الأميركية بعدم الموافقة على "مواعيد لتأشيرات طلابية جديدة أو تبادل تعليمي حتى صدور توجيهات جديدة" في شأن تعزيز مراقبة حسابات المتقدمين بالطلبات على الشبكات الاجتماعية.
وشدد روبيو أمس الضغط على الصين قائلاً إن واشنطن "ستلغي بفعالية تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون مجالات حساسة"، مضيفاً "سنراجع أيضاً معايير منح التأشيرات لتعزيز التدقيق على جميع طلبات التأشيرات المستقبلية من جمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ".
لكن الإجراءات الجديدة تهدد أيضاً بالضغط على الطلاب القادمين من بلدان تربطها علاقات ودية مع الولايات المتحدة، ففي تايوان اشتكى طالب دكتوراه كان من المقرر بأن يدرس في كاليفورنيا من أنه "يشعر بعدم اليقين" جراء تعليق التأشيرات، وقال الطالب الذي رفض الكشف عن هويته، "أفهم أن العملية قد تتأخر لكن لا يزال هناك بعض الوقت قبل بدء الفصل الدراسي في منتصف أغسطس (آب) المقبل"، متابعاً أن "كل ما يمكنني القيام به الآن هو أن أنتظر وآمل بالأفضل".
ويشعر دونالد ترمب بالامتعاض من "هارفارد" لرفضها مساعي إدارته إلى التدخل في قرارات قبول الطلاب والتعيينات، في وقت يتهمها الرئيس بأنها بؤرة لمعاداة السامية والفكر الليبرالي وثقافة الـ "ووك" (woke)، أي اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز.
وعلّق قاض أمر منع الطلاب الأجانب بانتظار جلسة استماع مقررة اليوم الخميس، تزامناً مع حفل تخرج من الجامعة تجمع آلاف الطلاب وعائلاتهم في كامبريدج بماساتشوستس من أجله، كما حرم البيت الأبيض "هارفرد" وغيرها من الجامعات الأميركية التي تعد ضمن الأهم على مستوى العالم، من التمويل الفيدرالي للأبحاث.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على شبكة "فوكس نيوز" إن "الرئيس أكثر اهتماماً بمنح أموال دافعي الضرائب هذه إلى الكليات والبرامج الفنية والكليات الرسمية حيث يروج للقيم الأميركية، والأهم أنها تعلّم الجيل المقبل المهارات التي نحتاج إليها في اقتصادنا ومجتمعنا".
وأعرب بعض طلاب "جامعة هارفارد" عن قلقهم من إمكان أن تجعل سياسات إدارة ترمب الجامعات الأميركية أقل جاذبية بالنسبة إلى الطلاب الأجانب، وقال طالب تاريخ الطب البريطاني جاك الذي سيتخرج هذا الأسبوع، وعرف عن نفسه باسمه الأول فقط، "لا أعرف إن كنت سأواصل الدراسة لنيل درجة الدكتوراه هنا، فستة أعوام وقت طويل".
ويذكر أن "هارفارد" تقدمت بطعون قضائية عدة ضد إجراءات ترمب.