Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن الحديث عن "عقيدة ترمب" بعد وقف الحرب بين إيران وإسرائيل؟

ينقسم الخبراء والباحثون بين منكر لوجودها ومؤيد لفعاليتها فيما يعتبر قسم آخر أنه من المبكر الحكم عليها

مجسم للرئيس ترمب مقابل خريطة إيران (رويترز)

ملخص

يواجه ترمب ضغوطاً لتفسير قراره بالتدخل في الصراع الإسرائيلي – الإيراني، وكان نائبه جي دي فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده لسياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسين للإدارة في هذه القضية.

عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف مواقع نووية إيرانية يوم الأحد الـ22 من يونيو (حزيران) الجاري بقاذفات بي-2، تجاوز تردده المعتاد في استخدام القوة العسكرية، ليجر الولايات المتحدة مباشرة إلى حرب خارجية ويثير قلق عدد من مؤيديه من أنصار مبدأ "أميركا أولاً".
ويقول نائب الرئيس جي دي فانس إن هناك اسماً لطريقة التفكير الكامنة وراء القرار، وهو "عقيدة ترمب".
وحدد فانس عناصرها في تصريحات أدلى بها أول من أمس الثلاثاء، وهي التعبير عن مصلحة أميركية واضحة، ومحاولة حل المشكلة عبر الدبلوماسية، وإذا فشل ذلك فعليك "استخدم القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم اخرج من هناك قبل أن يتحول الأمر إلى صراع طويل الأمد".
ولكن تبدو العقيدة الجديدة بالنسبة إلى بعض المراقبين محاولة لتقديم إطار عمل منظم لوصف سياسة خارجية، تبدو في كثير من الأحيان متباينة وغير متوقعة.

بعض التشكيك

وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، "من الصعب بالنسبة إلي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى 'عقيدة ترمب'". وأضاف "لا أعتقد أن ترمب لديه عقيدة، أعتقد أن ترمب يتبع حدسه وحسب".
وجاء قرار ترمب بالتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن طهران لن تتخلى عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وبعد فترة وجيزة من القصف الأميركي، أعلن ترمب وقفاً لإطلاق النار صمد في الغالب.
وتعهد ترمب أمس الأربعاء مجدداً بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وقال إن المحادثات مع طهران ستستأنف الأسبوع المقبل، وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي رداً على طلب للتعليق، إن "الرئيس ترمب ونائب الرئيس فانس هما الفريق المثالي، لأنهما يتشاركان نفس رؤية 'السلام من خلال القوة' للسياسة الخارجية".

تجنب الورطات الخارجية

يواجه ترمب ضغوطاً لتفسير قراره بالتدخل في الصراع الإسرائيلي - الإيراني، وكان فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده لسياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسين للإدارة في هذه القضية.
ومما ساعد ترمب في كسب أصوات الناخبين قوله إن الحروب "الغبية" التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان أغرقت الولايات المتحدة في مستنقع، وإنه سيعمل على تجنب الدخول في ورطات خارجية.
والتزم بهذا التعهد في الغالب، مع بعض الاستثناءات تمثلت في استخدام القوة ضد الحوثيين الذين كانوا يشنون هجمات من اليمن هذا العام، وأوامره بقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في عام 2019، والقيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020.
لكن احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران أغضب كثيرين في الجناح الانعزالي بالحزب الجمهوري، بمن فيهم مؤيدون بارزون لترمب مثل الخبير الاستراتيجي ستيف بانون والإعلامي المحافظ تاكر كارلسون.

قلق الأميركيين

وتعكس استطلاعات الرأي أيضاً قلقاً بالغاً بين الأميركيين، في شأن ما قد يأتي بعد ذلك.
فقد عبر نحو 79 في المئة من الأميركيين، الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس" وانتهى يوم الإثنين الماضي، عن قلقهم "من احتمال استهداف إيران للمدنيين الأميركيين رداً على الغارات الجوية الأميركية".
وقالت ميلاني سيسون، وهي باحثة كبيرة في السياسة الخارجية في "معهد بروكينغز"، إن فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترمب من خلال "محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري من دون أن يكون ذلك تمهيداً لحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"مؤمنون بالعقيدة"

وبالنسبة إلى بعض منهم، تبدو "عقيدة ترمب" التي طرحها فانس حقيقية.
وقال كليفورد ماي مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهي مؤسسة بحثية، "قدم فانس ملخصاً دقيقاً لنهج الرئيس ترمب خلال الأيام القليلة الماضية تجاه الصراع في الشرق الأوسط". وأضاف "قد يعتقد معظم المحللين الخارجيين، وبالتأكيد معظم المؤرخين، أن مصطلح 'عقيدة' قاصر. ولكن إذا ما بنى الرئيس ترمب على هذا الاستخدام الناجح للقوة الأميركية، فستكون تلك عقيدة مروعة يتباهى بها الرئيس".
ومع ذلك، فإن استمرار إطار العمل الجديد سيعتمد على الأرجح على كيفية انتهاء الصراع الحالي.
وقالت ريبيكا ليسنر، الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية، إنه من السابق لأوانه "إعلان أن هذا كان نجاحاً باهراً أو أنه كان فشلاً استراتيجياً ذريعاً". وأضافت "نحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستمضي الدبلوماسية، وإلى أين سنصل في الواقع من حيث تقييد ووضوح وبقاء البرنامج النووي الإيراني".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير

OSZAR »