ملخص
المدارس في إسرائيل تفتح أبوابها بعد إقفال دام 12 يوماً بسبب الحرب ضد إيران التي أبقتهم حبيسي الغرف الآمنة والملاجئ برفقة أولياء أمورهم.
تعالت أصوات الموسيقى من إحدى مدارس تل أبيب اليوم الأربعاء مع بدء الأطفال يومهم الدراسي الأول بعد انقطاع دام 12 يوماً بسبب الحرب ضد إيران التي أبقتهم حبيسي الغرف الآمنة والملاجئ برفقة أولياء أمورهم.
ومشهد الأطفال وهم يحملون حقائبهم الملونة متوجهين إلى مدارسهم من أوضح الدلالات على عودة الحياة إلى طبيعتها في إسرائيل، بعد التكدس في الملاجئ لأيام وليال خوفاً من التعرض لصاروخ إيراني.
بدا آفي بيهاجن مبتهجاً بعد توصيل طفله وطفلته التوأمين البالغين من العمر 9 سنوات.
وقال رافعاً عينيه ويديه إلى السماء "باختصار... الحمدلله".
وأضاف "من الرائع أن يعود الأطفال إلى المدرسة، وهو أمر جيد بالنسبة لنا نحن الآباء، وجيد أيضاً بالنسبة للأطفال فهم يفتقدون المدرسة. وأنا لدي توأمان، لذا سعادة مضاعفة".
عودة الحياة
العديد من الأسر التي لديها غرف آمنة داخل منازلها قضت معظم وقتها هناك خلال الصراع مع إيران، في حين أن أولئك الذين يعتمدون على الملاجئ العامة كانوا يهرعون إليها كلما انطلقت صفارات الإنذار مما أرق نومهم وقلب نظام حياتهم رأساً على عقب.
وبدأت إسرائيل مهاجمة إيران في 13 يونيو (حزيران)، قائلة إن هدفها هو تدمير قدرات طهران النووية. واغتالت غاراتها عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. وقالت السلطات الإيرانية إن 610 أشخاص قُتلوا وأصيب نحو خمسة آلاف جراء الهجمات الإسرائيلية.
وفي المقابل، أدت صواريخ طهران إلى مقتل 28 على الأقل في إسرائيل وألحقت أضراراً بمئات المباني إلى أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الثلاثاء.
غزة
على شاطئ تل أبيب، كان الناس يسبحون ويسترخون ويلعبون الكرة الطائرة، لكن على رغم الهدوء الذي ساد المكان، عبر البعض عن مشاعر مختلطة من الارتياح والأمل في سلام دائم مع إيران إلى القلق والألم بسبب حرب غزة المستمرة والرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
وقال روني هوتر-إيشاي ماير (38 سنة) وهو جالس على ممشى الشاطئ "أعتقد أننا ركزنا خلال الأسبوعين الماضيين على الحرب مع إيران، لكننا لم نركز على غزة إطلاقاً".
وأضاف "لذلك، نحن الآن قلقون للغاية بشأن الرهائن. حتى اليوم، قُتل سبعة جنود في غزة، لهذا أعتقد أن قلوبنا لا تزال معلقة بما يحدث هناك".
وخلال الحرب مع إيران، استمر العنف الدامي في غزة من دون هوادة. وقال مسعفون وسكان محليون إن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 40 فلسطينياً في غزة وأمرت بعمليات إجلاء جديدة أمس الثلاثاء.
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن مئات الفلسطينيين قُتلوا منذ أواخر مايو (أيار) أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة بحثاً عن الطعام.
اندلعت الحرب في غزة نتيجة الهجمات التي قادتها "حماس" والتي أودت بحياة 1200 شخص في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني ونزوح معظم السكان وتسبب في مجاعة.
وخلال هجمات السابع من أكتوبر احتجز مسلحو "حماس" 251 رهينة، لا يزال 50 منهم في غزة. ويُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة، وتشكل محنتهم الشغل الشاغل لمعظم الإسرائيليين. ولا تُولي معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية تغطية كافية لكيفية تأثر الفلسطينيين بالحرب في غزة.
حيفا
وفي مدينة حيفا الساحلية الشمالية، كان الناس يحتسون القهوة وعصائر الفاكهة في مقهى وهم يتجاذبون أطراف الحديث ويقرأون الصحف أو يتصفحون هواتفهم، لكن البعض شعر أيضاً أن مشكلات إسرائيل لم تنته بوقف إطلاق النار مع إيران.
قالت إينا ماروم (71 سنة) وهي طبيبة "مشكلاتنا تراجعت بوقف إطلاق النار مع إيران لكن لا تزال هناك مشكلات أخرى. هذا هو الوضع، لا شيء على ما يرام هنا، لا شيء على الإطلاق".
وأبدى البعض أمله في أن يعطي وقف إطلاق النار مع إيران دفعة لجهود التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
وقال جوناتان (45 سنة) وهو وكيل عقارات "أعتقد أن غزة يجب أن تكون جزءاً من الاتفاق لأن كل شيء مترابط".
وبالنسبة للبعض، كانت متعة الحياة الطبيعية كافية في الوقت الحالي.
وقالت أورلي سابير (66 سنة) وهي محامية كانت قد انتهت لتوها من حصة تدريب في صالة الألعاب الرياضية "اليوم أشعر بالحرية. أشعر أنني عدت إلى الحياة. إنها الحياة! وأعرف الآن أني أقدرها أكثر بكثير".