Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسوم ترمب تهدد صناعة القبعات اليهودية التقليدية في إسبانيا

مصنع إسباني عمره 140 عاماً يواجه مصاعب "كارثية" بسبب حرب ترمب التجارية

قبعات يهودية أرثوذكسية في مصنع إسباني في سالتيراس، بالقرب من إشبيلية (رويترز)

ملخص

الحرب التجارية التي أطلقها ترمب تهدد استمرارية مصنع إسباني تقليدي يزود الجالية اليهودية الأرثوذكسية في أميركا بقبعات دينية منذ أكثر من قرن.

لم تقتصر تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على كبرى الصناعات الثقيلة أو شركات التكنولوجيا العابرة للقارات، بل امتدت لتطاول حرفاً تقليدية وصناعات دقيقة في بلدان متعددة. من مصانع الفولاذ في ألمانيا، إلى منتجي الجبن في فرنسا، والآن تصل ارتدادات تلك السياسات إلى مصنع إسباني عريق لإنتاج القبعات، يغذي منذ عقود سوقاً دينية خاصة في الولايات المتحدة.

في جنوب إسبانيا بالقرب من إشبيلية، يعمل مصنع "فرنانديز إي روش اندوسترياس سومبريراس اسبانيولاس" Fernandez y Roche Industrias Sombrereras Espanolas منذ 140 عاماً في إنتاج القبعات اليدوية المصنوعة من اللباد. غير أن مستقبله بات اليوم على المحك، بعد أن طاولته تداعيات الحرب التجارية بين واشنطن وبروكسل.

المصنع، الذي يعد من الموردين الأساسيين للقبعات السوداء التقليدية التي يرتديها الرجال اليهود الأرثوذكس في الولايات المتحدة، يواجه تهديداً وجودياً بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 10 في المئة على واردات الاتحاد الأوروبي إلى أميركا في مايو (أيار) الجاري، وهي المرة الأولى التي تفرض فيها هذه الرسوم منذ بدء الشراكة التجارية بين الجانبين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويحذر أبراهام مازويكوس، المدير الإداري للمصنع، من أن هذه الزيادة "ستكون كارثية"، مؤكداً في تصريح لوكالة "رويترز" أن المصنع لن يكون قادراً على استيعاب كلفة الرسوم أو إبقاء الأسعار على حالها لعملائه الأميركيين، وقال: "هوامش ربحنا ضئيلة جداً، إذا استمر هذا الوضع سنتكبد خسائر وسيتراجع الطلب حتماً".

ويبيع المصنع نحو 30 ألف قبعة سنوياً للمجتمع اليهودي الأرثوذكسي في الولايات المتحدة، معظمهم في نيويورك ونيوجيرسي، أي ما يمثل نصف صادراته من هذه القبعات التي تصدر أيضاً إلى إسرائيل. وتشكل القبعات الإسبانية نحو خمس السوق الأميركية الخاصة بهذه المنتجات، التي تستورد أيضاً من الصين وإيطاليا.

ويؤكد مازويكوس أن القبعة السوداء المصنوعة من اللباد تعد جزءاً من الزي اليومي للرجال اليهود الأرثوذكس اعتباراً من بلوغهم سن الـ13، ويجري استبدالها عادة كل ثلاث سنوات، بكلفة تتراوح بين 120 و380 دولاراً للواحدة.

في ظل ارتفاع التكاليف بسبب الرسوم، يتوقع مازويكوس أن يلجأ المستهلكون في الولايات المتحدة إلى بدائل محلية. ومع أن هناك مصانع قبعات أميركية، إلا أن معظمها يختص في صناعة قبعات رعاة البقر، وليس القبعات الدينية السوداء المصنوعة من اللباد.

وكان الرئيس ترمب انتقد مراراً الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بممارسة "تجارة غير عادلة" مع الولايات المتحدة، واقترح في وقت سابق رفع الرسوم الجمركية إلى 50 في المئة على السلع الأوروبية. وعلى رغم موافقته أخيراً على تمديد المهلة الممنوحة للمفاوضات حتى التاسع من يوليو (تموز)، إلا أن مصانع مثل "فرنانديز إي روش" باتت تدفع ثمناً باهظاً لسياسات الحماية التجارية، حتى قبل أن تتضح نتائج هذه المحادثات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير

OSZAR »