ملخص
قال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سمحت بدخول 100 شاحنة مساعدات محملة بالطحين وأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى قطاع غزة.
في الأثناء، أبدى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تفاؤلاً حذراً بإمكان التوصل "سريعاً" إلى حل يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة.
قال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سمحت بدخول 100 شاحنة مساعدات محملة بالطحين وأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى قطاع غزة اليوم الأربعاء، في حين قال مسؤولون من الأمم المتحدة إن مشكلات التوزيع أدت إلى عدم وصول أي مساعدات حتى الآن إلى من يحتاجونها.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك "حتى الآن، لم تغادر أي إمدادات منطقة التحميل في كرم أبو سالم"، مضيفاً أن السبب في ذلك هو أن السلطات الإسرائيلية سمحت فقط بالوصول إلى داخل غزة "وهو ما شعرنا بأنه غير آمن"، إذ يحتمل وقوع عمليات نهب بسبب الحرمان الطويل.
اعتراض صاروخ
على صعيد آخر، اعترض الجيش الإسرائيلي صاروخاً أطلق من قطاع غزة، بحسب ما أفاد في بيان عسكري، بعدما دوت صفارات الإنذار في مناطق في جنوب إسرائيل. وجاء في البيان "بعد إطلاق صفارات الإنذار في منطقة لخيش (جنوب)، اعترضت القوات الجوية صاروخاً عبر الحدود من شمال قطاع غزة"، في وقت يكثّف الجيش الاسرائيلي حملته العسكرية في القطاع منذ السبت.
مقتل السنوار
في هذا الوقت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ربما قتلت القيادي في حركة "حماس" محمد السنوار.
وكانت ضربة جوية إسرائيلية على مستشفى في جنوب غزة استهدفت السنوار هذا الشهر، لكن لم يرد حتى الآن تأكيد لوفاته من إسرائيل أو "حماس".
روبيو متفائل
وسط هذه الأجواء، أبدى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تفاؤلاً حذراً بإمكان التوصل "سريعاً" إلى حل يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم "حماس"، وقال روبيو أمام لجنة برلمانية "لدي قدر معين من التفاؤل في ما يتصل بإمكان الحصول سريعاً على نتائج إيجابية، مع أمل بوضع حدّ لهذا الوضع والإفراج عن جميع الرهائن"، وإذ أقرّ بأنه سبق أن أدلى بمثل هذه التوقعات، أكد أنه لا يريد أن يستبق الأحداث، وقال "شعرت بذلك أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين، ولسبب أو لآخر، لم يحدث ذلك في اللحظة الأخيرة"، وتابع "لا أريد أن أشعر بخيبة أمل مرة أخرى، لكنني أريدكم أن تعلموا أن هناك جهوداً تبذل لتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية وإنهاء هذا النزاع".
ضغوط
وواجهت إسرائيل ضغوطاً دولية هائلة لوقف حملتها العسكرية المكثفة داخل غزة والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، إذ تقول وكالات إنسانية إن الحصار المطبق الذي فرضته الدولة العبرية منذ مطلع مارس (آذار) الماضي أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء.
وبحسب إحصاءات عسكرية إسرائيلية، دخل إلى قطاع غزة أقل من 100 شاحنة مساعدات منذ يوم الإثنين عندما وافقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفع الحصار عن سكان القطاع.
قلق ألماني ومناشدة بابوية
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان كورنليوس إن المستشار الألماني فريدريش ميرتس يشعر بقلق بالغ تجاه الوضع الإنساني في قطاع غزة، مضيفاً أنه على تواصل وثيق مع بقية الدول الأوروبية لنقل مخاوفه إلى الحكومة الإسرائيلية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي دوري أنه "من المهم دائماً للحكومة الألمانية أن تبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع الحكومة الإسرائيلية وأن تكون قادرة على طرح آرائها بشكل مباشر".
وناشد بابا الفاتيكان لاوون الـ14 اليوم الأربعاء إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ووصف الوضع في القطاع الفلسطيني بأنه "أكثر إثارة للقلق والحزن".
وأضاف في عظته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس "أجدد مناشدتي... السماح بدخول المساعدات العادلة للقطاع وإنهاء الأعمال القتالية، الثمن الباهظ يدفعه الأطفال والعجائز والمرضى".
من جهتها اتهمت منظمة "أطباء بلا حدود" إسرائيل بأنها بدأت السماح بإدخال مساعدات "غير كافية بصورة مثيرة للسخرية" إلى غزة، بهدف تجنب اتهامها "بتجويع الناس" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود داخل خان يونس بغزة باسكال كواسار ضمن بيان، إن "قرار السلطات الإسرائيلية بالسماح بدخول كمية غير كافية من المساعدات إلى غزة بعد أشهر من الحصار المشدد يشير إلى نيتها تجنب اتهامها بتجويع الناس داخل غزة، بينما في الواقع هي تبقيهم بالكاد على قيد الحياة".
وأضاف بيان المنظمة أن "الإذن الحالي لمئة (شاحنة) يومياً، في ظل الوضع الخطر جداً، غير كاف على الإطلاق".
وتابع "من ناحية أخرى فإن أوامر الإخلاء تستمر في تهجير الناس، فيما لا تزال القوات الإسرائيلية تستهدف المنشآت الصحية بهجمات مكثفة".
وأعلنت الأمم المتحدة أول من أمس الإثنين حصولها على إذن بإرسال معونات للمرة الأولى منذ فرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع خلال الثاني من مارس الماضي.
وقالت إسرائيل إن 93 شاحنة دخلت غزة من الدولة العبرية أمس الثلاثاء، لكن الأمم المتحدة أكدت أن المساعدات لا تزال عالقة.
الإمارات تقدم مساعدات لـ15 ألف مدني
في وقت سابق الأربعاء أعلنت الإمارات توصلها إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن "بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة" إلى قطاع غزة المحاصر، بحسب بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام).
ونقل البيان أن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، "أفضى إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات، تهدف لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 19 فلسطينياً، بينهم أطفال، قتلوا ليل الثلاثاء-الأربعاء في غارات جوية إسرائيلية استهدفت أنحاء متفرقة من القطاع المدمر.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن "طواقمنا نقلت 19 قتيلاً على الأقل، غالبيتهم من الأطفال وبينهم رضيع لا يتجاوز عمره أسبوعاً، وعشرات المصابين إثر غارات جوية شنها الاحتلال في مناطق عديدة في قطاع غزة الليلة الماضية وفجر اليوم" الأربعاء.
وأوضح أن طواقم الدفاع المدني "نقلت أربعة قتلى من عائلة المصري بعد غارة إسرائيلية استهدفت فجر اليوم منزلاً للعائلة في منطقة التحلية في خان يونس" جنوبي القطاع.
كما نقل المسعفون "10 قتلى من بينهم عدد من الأطفال، وعشرات المصابين، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض باستهداف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي نبهان وجنيد في بلدة جباليا" في شمال قطاع غزة، وفق المصدر نفسه.
وأوضح بصل أن "خمسة قتلى نقلوا إلى مستشفى الأقصى بدير البلح باستهداف الطيران الإسرائيلي منزلاً لعائلة الكحلوت في منطقة البركة في دير البلح" وسط قطاع غزة، مشيراً إلى أن المنزل المستهدف يؤوي عشرات النازحين.
ولفت بصل إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ ليل الثلاثاء-الأربعاء عشرات الغارات الجوية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينها "أكثر من 20 غارة على منازل وخيام للنازحين في خان يونس".
في وقت سابق قال مسعفون في غزة، إن ضربات جوية إسرائيلية أودت بما لا يقل عن 55 فلسطينياً، أمس الثلاثاء، فيما تواصل إسرائيل قصفها رغم الضغوط الدولية المتزايدة عليها لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع من دون عوائق.
وأعلنت الحكومة البريطانية تعليق المحادثات التجارية مع إسرائيل واستدعاء السفيرة الإسرائيلية بسبب "السياسات الفظيعة" في الضفة الغربية المحتلة وغزة، في حين ذكرت وكالة الأنباء الهولندية (أي.أن.بي) أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس طلبت مراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد وإسرائيل.
وتسببت الحرب التي دخلت شهرها الـ20، في دمار غزة بينما يواجه سكانها جوعاً متفاقماً. وأدت أيضاً إلى توتر علاقات إسرائيل مع معظم المجتمع الدولي، وأثرت أيضاً في ما يبدو على علاقاتها مع أقرب حلفائها، الولايات المتحدة.
وأعلنت الأمم المتحدة أنه لم تُوزع أي مساعدات إنسانية في غزة حتى الآن، على رغم من إيصال مزيد من الإمدادات إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبوسالم بعد أن خففت إسرائيل حصارها المستمر منذ 11 أسبوعاً الإثنين.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك، "اليوم، انتظرت إحدى فرقنا ساعات عدة للحصول على الضوء الأخضر الإسرائيلي لجمع الإمدادات. وللأسف، لم تتمكن من إدخالها إلى مستودعاتنا".
وأضاف، أن أربع شاحنات محملة بأغذية الأطفال أنزلت على الجانب الفلسطيني من الحدود، أول من أمس الإثنين، وأن بضع عشرات من شاحنات الطحين والأدوية والإمدادات الغذائية وغيرها من المواد الأساسية دخلت غزة أمس الثلاثاء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 93 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة دخلت غزة، أمس الثلاثاء، عبر معبر كرم أبوسالم "بعد تفتيش أمني دقيق".
من جانبها، ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن الدولة أعلنت اتفاقها، أمس، مع إسرائيل على السماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة سترسلها إلى غزة.
تعثر محادثات وقف النار
على صعيد منفصل، تعثرت مجدداً في ما يبدو محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطر، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه قرر إعادة فريق التفاوض رفيع المستوى من الدوحة لإجراء مشاورات.
واتهمت "حماس" نتنياهو بالدخول في المحادثات بسوء نية، قائلة إنه تظاهر بالمشاركة في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي.
وأضافت الحركة في بيان، "نعد استمرار وجود الوفد الصهيوني المرسل إلى الدوحة، رغم ثبوت افتقاره لأي صلاحية للتوصل إلى اتفاق، محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية، إذ يواصل تمديد إقامة وفده يوماً بيوم من دون الدخول في أي مفاوضات جادة، حيث لم تُجرَ أي مفاوضات حقيقية منذ السبت الماضي".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال جولة ميدانية في غزة، إن الجيش سيوسع عملياته ضد "حماس"، وسيستولي على أراض إضافية و"سيقوم بتطهير البنية التحتية الإرهابية وتدميرها حتى هزيمة (حماس)".
عقوبات أوروبية
قالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد، أمس، إن بلادها ستتحرك داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين معينين بسبب معاملة إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقالت وزيرة الخارجية في بيان، "طالما أننا لا نرى تحسناً واضحاً في وضع المدنيين في غزة، فنحن بحاجة إلى تصعيد لهجتنا". أضافت، "لذلك، سنضغط الآن أيضاً من أجل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزراء إسرائيليين بعينهم".
وأوضحت أن العقوبات ستستهدف، "وزراء يدفعون باتجاه سياسة استيطان غير قانونية ويعارضون بنشاط حل الدولتين في المستقبل"، مضيفة أن المسؤولين المستهدفين سيكونون موضوع نقاش داخل الاتحاد الأوروبي.
غير أنها شددت على أن السويد "صديقة لإسرائيل". وجاءت تصريحاتها أثناء اجتماعها مع نظرائها من دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الثلاثاء.