Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا تملك الصين من أسلحة في حرب الرسوم الجمركية؟

بكين تعهدت اتخاذ إجراءات حاسمة وفعالة بعد دخول التعريفات البالغة 125 في المئة حيز التنفيذ

رفضت بكين التراجع عن وعدها بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 34 في المئة على السلع الأميركية بحلول ظهر الثلاثاء الماضي (أ ف ب)

ملخص

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان "لا تزال الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية تعسفية على الصين وتمارس ضغوطاً شديدة بلا هوادة"، مضيفاً "الصين تعارض ذلك بشدة ولن تقبل أبداً بمثل هذا السلوك الاستبدادي والمتنمر"

على رغم أزمتها الاقتصادية العنيفة التي اندلعت من القطاع العقاري الذي يسيطر على 30 في المئة من ناتجها المحلي، وعدت الصين باتخاذ "إجراءات حازمة وفعالة" لحماية حقوقها ومصالحها، بعد ساعات من دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الواردات الصينية حيز التنفيذ الأربعاء الماضي.

وخلال مؤتمر صحافي دوري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان "لا تزال الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية تعسفية على الصين وتمارس ضغوطاً شديدة بلا هوادة"، مضيفاً "الصين تعارض ذلك بشدة ولن تقبل أبداً بمثل هذا السلوك الاستبدادي والمتنمر".

إلى ذلك، تخوض الصين والولايات المتحدة لعبة تبادل الاتهامات التجارية، إذ تقف بكين بحزم ضد كل تعريفة جمركية جديدة تفرضها واشنطن.

وبعد انطلاق الجولة الأخيرة الأربعاء الماضي، صرح لين لوسائل الإعلام بأن الولايات المتحدة في حاجة إلى "إظهار موقف من المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة" إذا كانت تريد حقاً حل الحرب التجارية من خلال الحوار.

وأضاف "إذا تجاهلت الولايات المتحدة مصالح كلا البلدين والمجتمع الدولي وأصرت على شن حرب جمركية وحرب تجارية، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية".

الاتحاد الأوروبي يقرر تعليق الرسوم 90 يوماً

وفي إطار حرب الرسوم المتبادلة، قرر الاتحاد الأوروبي، أول من أمس الخميس، تعليق الرسوم الجمركية التي كانت مقررة في الـ15 من أبريل (نيسان) الجاري ضد الولايات المتحدة الأميركية مدة 90 يوماً.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أرسولا فون دير لاين، إن كل الخيارات في شأن الرسوم الجمركية ما زالت مطروحة.

وأضافت، "إذا لم تكن مفاوضات الرسوم الجمركية مع أميركا مرضية سنطبق تدابيرنا، كذلك فإن العمل التحضيري لمزيد من التدابير ضد الرسوم الأميركية مستمر".

وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على دول العالم، باستثناء الصين التي زاد الرسوم عليها لتبلغ 125 في المئة.

الصين تركت الباب مفتوحاً للتفاوض

كان من المقرر زيادة الرسوم الأميركية على الواردات الصينية بنسبة 34 في المئة الأربعاء الماضي، في إطار حزمة ترمب "التبادلية"، لكن الرئيس الأميركي أضاف 50 في المئة أخرى ثم زادها بعد ذلك إلى 125 في المئة، بعد أن رفضت بكين التراجع عن وعدها بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 34 في المئة على السلع الأميركية بحلول ظهر الثلاثاء الماضي.

وقبل جولة التصعيد الأخيرة، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد فرض بالفعل رسوماً بنسبة 20 في المئة على الصين منذ عودته إلى البيت الأبيض.

ولم تعلن بكين عن إجراءات انتقامية فورية رداً على جولة ترمب الأخيرة من الرسوم، لكن حتى الآن، اتسمت رسالة الحكومة الصينية ووسائل الإعلام الرسمية وقادة الرأي على حد سواء بالتحدي، معربين عن عزمهم على الرد مع ترك الباب مفتوحاً للتفاوض.

بعد وقت قصير من بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأخيرة، أصدرت الصين ورقة بيضاء حول علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، وهي علاقات قالت إنها تضررت بسبب "الإجراءات الأحادية والحمائية" التي اتخذتها واشنطن.

بكين تؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أبداً

في جلسة أسئلة وأجوبة مكتوبة حول الورقة البيضاء، أكد مسؤول في وزارة التجارة الصينية، لم يكشف عن اسمه، أن الصين لا تريد حرباً تجارية، لكنه قال إن بكين "لن تقف مكتوفة الأيدي أبداً" بينما تمس حقوق ومصالح الشعب الصيني المشروعة أو تنتزع منه.

وقال المسؤول "إذا أصرت الولايات المتحدة على تصعيد القيود التجارية، فإن الصين لديها الإرادة القوية والأدوات الكافية لاتخاذ تدابير مضادة حازمة، وستواصل ذلك حتى النهاية".

وقال إنه من "الطبيعي" أن تواجه القوتان الرئيستان خلافات في سياساتهما الاقتصادية والتجارية، وأن الصين مستعدة للتعامل مع الولايات المتحدة من خلال "التشاور المتكافئ" لمعالجة مخاوف كل منهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واتهم المسؤول الولايات المتحدة باستخدام الرسوم الجمركية "لقلب النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم" ومحاولة "تعطيل سلاسل التوريد والصناعة العالمية القائمة بصورة مصطنعة".

في حين أن بكين قد أرسلت رسالة واضحة عن ثقة مدروسة بعناية، إلا أن بعض رجال الأعمال الصينيين أقل تفاؤلاً، إذ قالت السيدة يي، بائعة ألعاب في مدينة شانتو الجنوبية، إنها قلقة من أن رسوم ترمب قد تكلفها وظيفتها، مضيفة وفق شبكة "سي أن أن"، أن "الطريقة الوحيدة لتخفيف مخاوفي هي الابتسام بمرارة، ولا أعرف حتى ما إذا كنت سأسرح من العمل".

وقالت إن "شركتها تخطط لتعليق الشحنات إلى الولايات المتحدة، ولا تزال تدرس ما إذا كانت ستتخلى عن السوق الأميركية تماماً".

تعزيز العلاقات مع الجيران

ولم يتطرق الرئيس الصيني شي جينبينغ مباشرة إلى رسوم ترمب الجمركية الأخيرة، لكنه دعا الأربعاء الماضي الصين إلى بناء "مستقبل مشترك مع الدول المجاورة"، وذلك خلال حديثه في مؤتمر عمل رفيع المستوى للحزب الشيوعي حول الدبلوماسية المحيطية.

وتعهد بيان رسمي صادر عن الاجتماع الذي استمر يومين، بتعزيز الثقة الإستراتيجية المتبادلة مع جيران الصين وإدارة الخلافات والنزاعات على نحو سليم، ودعا إلى تعميق التكامل التنموي و"تعزيز التعاون في سلاسل الصناعة والتوريد".

الصين تحاول الاستفادة

وعلى رغم أن المؤتمر كان مرتباً مسبقاً على الأرجح، فإنه يأتي في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى تحويل أزمة التجارة إلى فرصة من خلال الاستفادة من الاضطرابات التي يشهدها النظام العالمي، ويشمل ذلك علاقات أميركا مع حلفائها وشركائها.

كانت آخر مرة عقدت فيها الصين اجتماعاً مماثلاً ركز على العلاقات مع الدول المجاورة عام 2013.

وذكر بيان الأربعاء الماضي أن علاقات الصين مع جيرانها "في أفضل حالاتها منذ العصر الحديث، بينما تدخل أيضاً مرحلة حرجة تتشابك فيها الديناميكيات الإقليمية والتغيرات العالمية بصورة عميقة".

في الشهر الماضي أجرت بكين محادثات اقتصادية مع اليابان وكوريا الجنوبية، وهما حليفان للولايات المتحدة فرضت عليهما الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 24 في المئة و25 في المئة على التوالي، ويسعى البلدان الآن إلى إبرام اتفاقات مع واشنطن لخفض تلك التعريفات.

وتضررت دول جنوب شرقي آسيا، وهي مراكز تصنيع رئيسة للشركات التي تتطلع إلى تنويع اقتصادها بعيداً من الصين، بشدة من حرب التعريفات الجمركية التي شنها ترمب، وطلب بعضها من ترمب تأجيل التعريفات.

ومساء الثلاثاء الماضي وقبل ساعات من بدء سريان التعريفات، قال ترمب لمجموعة من الجمهوريين "هذه الدول تتصل بنا، وإنها تتوق إلى إبرام صفقة"، واصفاً القادة الأجانب بأنهم يزحفون هرباً من الرسوم الجمركية الجديدة، قائلاً "أرجوكم، أرجوكم يا سيدي، اعقدوا صفقة، سأفعل أي شيء يا سيدي"، على حد تعبيره.

اقرأ المزيد

OSZAR »