Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

29 قتيلا بـ"غارة الشجاعية" وأهالي الرهائن: أبناؤنا في خطر

الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف قيادياً لـ"حماس" والحركة تتوعد وتؤكد انفتاحها على التفاوض

ملخص

نفت إسرائيل وجود "نقص في المساعدات في قطاع غزة" بعدما اتهمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدم الوفاء بالتزاماتها، باعتبارها "قوة احتلال"، من خلال عدم سماحها بدخول أي مساعدات إلى غزة منذ مطلع مارس الماضي.

قالت السلطات الصحية داخل قطاع غزة اليوم الأربعاء إن غارة جوية إسرائيلية قتلت 29 فلسطينياً في الأقل، بينهم أطفال ضمهم منزل داخل حي الشجاعية في مدينة غزة. بينما قال الجيش إنه استهدف قيادياً في حركة "حماس".

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الضربة أسفرت عن "23 قتيلاً في الأقل وأكثر من 50 جريحاً غالبيتهم من الأطفال والنساء"، مشيراً إلى أن عمليات البحث بين الأنقاض لانتشال الجثث ما زالت مستمرة.

ورداً على سؤال للصحافة الفرنسية عن الضربة، قال الجيش الإسرائيلي إنها "استهدفت إرهابياً كبيراً من ’حماس‘ كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية" من المنطقة، دون ذكر اسمه. وأكد أنه "اتُّخذ عدد من الخطوات للحد من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين".

ونقل القتلى والجرحى إلى مستشفى المعمداني داخل البلدة القديمة في مدينة غزة شمال القطاع المحاصر.

وأوضح بصل أن "إسرائيل قصفت مربعاً سكنياً قرب مسجد الهواشي في حي الشجاعية".

 

وقال مسعفون إنهم يعتقدون أن هناك مفقودين ومحاصرين تحت الأنقاض، وأن الضربة أضرت بعدد من المنازل المجاورة.

وأفادت السلطات الصحية المحلية بأن تسعة فلسطينيين قتلوا إثر هجمات إسرائيلية منفصلة داخل مناطق أخرى من القطاع، مما يرفع عدد القتلى اليوم إلى 38.

وأمر الجيش الإسرائيلي سكان حي الشجاعية الأسبوع الماضي بالإخلاء، وقال إن قواته ستستهدف مسلحين في المنطقة.

ومنذ أواخر مارس (آذار) الماضي تأمر إسرائيل سكان غزة بإخلاء مناطق في أطراف القطاع لإنشاء ما تصفها بالمنطقة الأمنية، ويخشى السكان من أن يكون الهدف هو إخلاء مساحات واسعة من الأراضي بصورة دائمة.

واستأنف الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بعد ذلك إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل.

وتبادلت إسرائيل و"حماس" الاتهامات في شأن الجمود الذي أصاب محادثات وقف إطلاق النار. وكثفت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة جهود الوساطة لاستعادة التهدئة، لكن لم تسفر تلك الجهود حتى الآن عن تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

المنطقة بأكملها اهتزت

وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن الجيش الإسرائيلي "قصف حي الشجاعية بصواريخ ضخمة، مما أوقع عدداً كبيراً من الشهداء والمصابين"، محذراً من أن "الوضع كارثي، ولدينا نقص في الدم بمستشفى المعمداني".

وأفاد شاهد من سكان الشجاعية يدعى أيوب سليم (26 سنة) أن المنزل المستهدف "مكون من أربعة طوابق، وبجواره عدد من المنازل الملاصقة في المنطقة المكتظة بخيام النازحين، الصواريخ هزت المنطقة بأكملها".

وأضاف "منظر مرعب لا يوصف، غبار ودمار كبير ملأ المكان كله، صراخ وهلع الناس، والقتلى أشلاء".

ودانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية "مجزرة الشجاعية"، ودعت "لاتخاذ إجراءات دولية تتسق مع القانون الدولي لوقف الإبادة".

وعدت في بيان أن هذه الضربة تمثل "إمعاناً إسرائيلياً رسمياً في قتل أبناء شعبنا بصورة جماعية، وتدمير مقومات وجوده في القطاع على طريق دفعه بالقوة للهجرة خارجه".

 

من جهتها، رأت حركة "حماس" أن "هذه المجازر المتواصلة بحق شعبنا الأعزل، وبغطاء كامل من الإدارة الأميركية الشريكة في العدوان، تمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي"، متوعدة بأنها "لن تمضي بلا حساب، ولن تسقط بالتقادم، وسيحاسب التاريخ كل من صمت عنها وتواطأ مع مجرمي الحرب".

واستأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية على قطاع غزة خلال الـ18 من مارس الماضي، منهية بذلك هدنة هشة صمدت لشهرين مع "حماس".

وقالت وزارة الصحة التي تديرها الحركة إن ما لا يقل عن 1482 فلسطينياً قتلوا في العمليات الإسرائيلية المتجددة، مما رفع عدد القتلى الإجمالي إلى 50846 شخصاً منذ بدء الحرب في القطاع، عقب هجوم الحركة على جنوب إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستعادة الهدنة بالفشل. وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" حسام بدران للصحافة الفرنسية أمس الثلاثاء إن "من الضروري الوصول إلى وقف لإطلاق النار".

وأضاف أن "التواصل مع الوسطاء لا يزال مستمراً وقائماً حتى هذه اللحظة"، مؤكداً "حتى الآن، لا توجد مقترحات جديدة". ومشدداً على أن ’حماس‘ منفتحة على "جميع الأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار والإبادة الجماعية التي تمارس ضد شعبنا الفلسطيني".

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول من أمس الإثنين عن مفاوضات جديدة جارية، تهدف إلى الإفراج عن مزيد من الرهائن المحتجزين داخل غزة.

أبناؤنا في خطر

وتخشى عائلات رهائن إسرائيليين من خطر أكبر على حياتهم مع استئناف إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة. وقالت هيروت نمرودي والدة جندي إسرائيلي أسير في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية خلال مقابلة، "أبناؤنا في خطر".

واقتيد نجلها الجندي تامير (18 سنة) إلى قطاع غزة خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وأضافت "لا نعلم كثيراً، لكن الأمر المؤكد أن الضغط العسكري على غزة يعرض الرهائن للخطر".

ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم "حماس" على إسرائيل في أكتوبر 2023، لا يزال 58 محتجزين داخل القطاع الفلسطيني، 34 لقوا حتفهم وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.

وأتاحت الهدنة الأخيرة عودة 33 إسرائيلياً ثمانية منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من سجون إسرائيل.

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري يعد السبيل الوحيد لإجبار "حماس" على إعادة الرهائن، الأحياء والأموات، الذين ما زالوا محتجزين داخل قطاع غزة.

وأشارت والدة تامير إلى أنه "على مدى عام ونصف عام لم ينجح ذلك. وما نجح هو المفاوضات والضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب".

وأتم تامير الـ20 من عمره في قطاع غزة، وهو واحد من 24 رهينة يعتقد أنهم ما زالوا أحياء، على رغم عدم إرسال أي دليل على الحياة منذ اختطافه.

وتنضم والدته بانتظام إلى عائلات الرهائن الأخرى في التجمعات داخل تل أبيب، على رغم أنهم لا يتفقون جميعاً على أفضل استراتيجية لتأمين عودتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بينما يعتقد آخرون، مثل تسفيكا مور الذي اختطف ابنه إيتان في مهرجان "نوفا" الموسيقي، أن القوة لا التفاوض هي السبيل الأمثل. وقال "لن تطلق ’حماس‘ سراح الرهائن أبداً بدافع طيبة قلبها ومن دون ضغط عسكري".

وبحسب مور أحد مؤسسي منتدى "تكفا" (الأمل)، "في كل مرة تطالب خلالها ’حماس‘ بوقت مستقطع، تفاوض الحكومة بدلاً من زيادة الضغط لإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة".

ويخالفه الرأي آخرون مثل داني ميران الذي اختطف ابنه عمري (48 سنة) من منزله داخل كيبوتس ناحال عوز.

ويشير ميران الذي يشارك دائماً في مسيرات المطالبة بإطلاق سراح الرهائن، إلى أن "الخوف من أن يصاب رهائننا بأذى جراء الغارات الإسرائيلية لا يزال قائماً".

وقال الأب الذي سيبلغ الـ80 قريباً، إن "الرهائن الذين خرجوا قالوا إنه عندما يهاجم الجيش الإسرائيلي غزة، فإنهم يعانون التبعات"، مضيفاً أن دعم مجتمعه منحه القدرة على الصمود من أجل ابنه الذي لديه ابنتان.

وتحدث مع المشاركين في تظاهرة الرهائن الأسبوعية مساء السبت الماضي، قائلاً "أرغب في أن أضم عمري وأخبره كيف تناضل البلاد بأسرها من أجل عودة جميع الرهائن إلى ديارهم معاً".

ويعتقد أن عمري وإيتان على قيد الحياة.

"ساحة قتل"

من جهة أخرى، قال الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو، في بيان اليوم الأربعاء، إن بلاده مستعدة لأن تستقبل موقتاً فلسطينيين متضررين من الحرب في غزة، وذلك في مستهل جولة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا.

وأضاف برابو أنه وجه وزارة الخارجية بإجراء مناقشات سريعاً مع الجانب الفلسطيني وغيره من الأطراف حول كيفية إجلاء الفلسطينيين المتضررين ونقلهم إلى إندونيسيا. وقال برابو "نحن مستعدون لإجلاء الجرحى والمصابين بالصدمات واليتامى".

وأوضح أن هؤلاء سيكونون في إندونيسيا بشكل موقت حتى يتعافوا تماماً من إصاباتهم ويكون الوضع في غزة آمناً لعودتهم. وتابع أن إندونيسيا، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، ترغب في تعزيز دورها في السعي لإيجاد حل للصراع في غزة. وتدعم جاكرتا حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، إن قطاع غزة أصبح "ساحة قتل"، منتقداً إسرائيل بسبب منعها دخول المساعدات بدلاً من احترام "التزاماتها الصريحة" بتلبية احتياجات السكان، فيما شددت إسرائيل على "عدم وجود نقص في المساعدات" في القطاع.

 

وصرح غوتيريش للصحافيين، "مر أكثر من شهر كامل من دون وصول ذرة مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت مجدداً أبواب الرعب". وأضاف "غزة أصبحت ساحة قتل والمدنيون محاصرون في دوامة موت لا تنتهي".

ونفت إسرائيل وجود "نقص في المساعدات في قطاع غزة". وجاء في منشور للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين على منصة "إكس" "أكثر من 25 ألف شاحنة دخلت قطاع غزة خلال (...) وقف إطلاق النار" و"استخدمت (حماس) هذه المساعدات لإعادة بناء آلتها الحربية"، متهماً غوتيريش بـ"نشر افتراءات ضد إسرائيل".

وكان غوتيريش رفض مسبقاً تأكيدات إسرائيل أن هناك مخزونات كافية في غزة لإطعام السكان، وذكرها بالتزاماتها. وقال إن "إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، تتحمل التزامات صريحة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

ضمان توفير الغذاء

في إشارته إلى اتفاقات جنيف، شدد خصوصاً على مسؤولية "قوة الاحتلال" في ضمان توفير الغذاء والمعدات الطبية للسكان. وقال غوتيريش "لا شيء من هذا يحدث اليوم"، كما رفض أيضاً مقترحات إسرائيلية جديدة بشأن المساعدات.

وأكد أن "آليات الموافقة الجديدة التي اقترحتها إسرائيل لتسليم المساعدات تهدد بفرض سيطرة شديدة على المساعدات وتقييدها، حتى آخر سعرة حرارية وحبة طحين".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "يجب أن أكون واضحاً: لن نشارك في أي نظام لا يحترم بشكل كامل المبادئ الإنسانية: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد"، مطالباً بضمان وصول المساعدات "من دون عوائق".

تشير هذه التصريحات إلى مقترحات قدمتها، أخيراً، السلطات الإسرائيلية للأمم المتحدة من أجل تشديد سيطرتها على المساعدات، بما في ذلك حساب السعرات الحرارية التي تدخلها، بهدف معلن هو منع "حماس" من الاستيلاء عليها، بحسب ما أوضح مصدر في الأمم المتحدة لوكالة "الصحافة الفرنسية".

 

وأعرب غوتيريش أيضاً عن قلقه إزاء الوضع في الضفة الغربية. وشدد على أن "الطريق الحالي مسدود، وغير مقبول بتاتاً في نظر القانون الدولي والتاريخ. وخطر تحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى يزيد الوضع سوءاً".

وتابع، "لقد حان الوقت لإنهاء نزع صفة الإنسانية وحماية المدنيين، وتحرير الرهائن، وضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة، وتمديد وقف إطلاق النار".

"من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار"

من جانبه، شدد قيادي في "حماس"، أمس الثلاثاء، على "ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار" في غزة، لافتاً إلى استمرار التواصل مع الوسطاء من دون طرح أي اقتراح جديد في هذا المعنى.

وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لـ"حماس" لصحافية في وكالة "الصحافة الفرنسية" "لا يمكن لهذه الحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية، من الضروري تالياً التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وأضاف أن "التواصل مع الوسطاء لا يزال مستمراً حتى الآن" من دون أي اقتراح جديد، وذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول من أمس الإثنين، العمل على "اتفاق" جديد للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أول من أمس، العمل على التوصل إلى "اتفاق" جديد بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.

وصرح نتنياهو في المكتب البيضوي، "نعمل حالياً على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن".

بعد شهرين من التهدئة الهشة بين "حماس" وإسرائيل، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري في قطاع غزة في 18 مارس (آذار) الماضي.

وقد أتاحت الهدنة الأخيرة عودة 33 رهينة إسرائيلياً، ثمانية منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

ويصر نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار "حماس" على إعادة الرهائن، الأحياء والأموات، الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.

في الثالث من أبريل (نيسان) الجاري اتهم قياديان في "حماس" إسرائيل بأنها تريد "تعطيل الاقتراح المصري-القطري وتعطيل أي اتفاق".

وقال بدران، إن "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تواجه إسرائيل "وافقت على الاقتراح الذي تقدم به الوسطاء المصريون والقطريون والذي رفضته (إسرائيل)"، مؤكداً انفتاح الحركة على "كل الأفكار التي يمكن أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار".

المزيد من الأخبار

OSZAR »